دور الاعلان

-A A +A

لا يوجد خطأ مطبعي .. نعم أعني الأعلان و ليس الأعلام .. أولا لأنني أري أن الأعلام أصبح غير قابل للأصلاح .. كثيرين و أنا منهم أصبحت برامج التوك شو و القنوات الأخبارية علي أختلاف أتجاهاتها تحتاج لأدوية مضادات الحموضة عند مشاهدتها و كثيرين و أنا منهم اصبح التلفزيون بالنسبة له قنوات الكارتون و قنوات الأفلام و كفي .. ولكن وسط كل قنوات الأفلام وربما أكثر من الوقت المخصص لعرض الفيلم نفسه تهاجمك الأعلانات التجارية لمختلف المنتجات .. قد يري بعضهم أنها مسلية و كوميدية و يضحك عليها أو منها وقد يري البعض انها سخيفة و لا يهتم بها ولكنني أري أن الأعلان أيضا يسير في ركاب الأعلام فهو بالضرورة جزء منه لا يتجزء و اباطرة الأعلانات في مصر و العالم كله هو نفي اباطرة الأعلام و من خلال الأعلان تستطيع أن تفسر كثير من الظواهر الأجتماعية و تحلل تصرفات الناس في المجتمع و قد تفهم منها الأتجاة العام الذي تسير فيه الدولة ككل .. من منكم يذكر أعلان المشروب الغازي بطعم الكنتالوب ..اعلذن مصيلحي مخترع طعم الكانتالوب و رفض المدير المسئول للفكرة و محاولة زميل مصيلحي الذي كان يبدو في البداية متعاطفا معه و محاولا لأنقاذه .. بعد ما تذوق المدير طعم الكانتالوب وسأل " حنعمل ايه لو ما باعتش" أجاب الموظف" نبقي نلبسها لمصيلحي و نرفده " تقديم لفكرة البحث عن شماعة للفشل و بيع صاحبك بيع أخوك شوف الشاري مين و رفض واضح صريح لفكرة الابتكار و التجديد .. لما ضحك المدير علي فكرة "تلبيس مصيلحي" انتظر رفاق المدير و معاونيه ثانيه ثم ضحكوا لا لشئ إلا لأن المدير ضحك ..تقديم أخر لفكرة النفاق الذي ملأ كل دواووين العمل الخاص قبل الحكومي منها .. اعلان التبرع لمدينة زويل في الوقت الذي كانت فيه متهمه بالسطو علي أرض و مباني جامعة النيل و مسئولة عن تشريد الطلاب و وقف الأبحاث و الدراسات .. أعلان الايس كريم الذي يستطيع من يأكله القيام باي شئ و هذا الأي شئ يتلخص في ألتهام من لا يعجبك من الناس حتي و أن كان من أهلك كان علي حق في جداله معك ..تقديم لفكرة كل من يواجهك لمجرد انه لا يعجبك اغلق عقلك و قلبك .. ولا ننسي طبعا أعلان الرجولة الشهير و تلخيص الرجولة في مشروب شعير .. يحول الأعلان الفكر عن الصحيح للخطأ باستخدام فكرة أكثر خطئا فمثلا كلنا يعرف قيمة الفواكة و فوائدها و عندما تريد شركة من شركات العصائر تقديم نفسها علي أنها الأفضل تبين أن مشروبها يحتوي قطع طبيعية من الفاكهة مثلما قدم الفنان الجميل حسن عابدين في الزمان الجميل أعلان لمشروب مياة غازية و اليوم نغير الفكر للخطا فنقدم منتج مربي بدون قطع الفواكة علي انها الأفضل أما من أكل و تعود علي الطعم الطبيعي و الرائع لقطع الفواكة فهو ببساطة أنسان معقد مريض نفسيا قامت أمه بتعذيبه بقطع الفواكة داخل المربي .. تسقط القيم الأسرية من خلال أعلان تتأمر فيه الزوجة و الأولاد علي الأب حتي يستطيعون الأستمرار في التواجد علي شط البحر داخل القرية السياحية بعنوان " حتعمل اي حاجة علشان ما تروحش " .. فكرة أخري فاسدة في أعلان زبادي من يأكله ليلا يرتاح كثيرا و تتمثل هذه الراحة في حلم الزوجة بأنها برفقة أسامة منير علي العشاء ثم تستيقظ لتجد زوجها الكئيب بغض النظر عن استحماله لها و قيامه برعايتها و لتذهب فكرة رجل البيت و عمود البيت مع العلبة الفارغة للزبادي في سلة المهملات بالمثل يأكل الزوج الزبادي ليلا ليقضي ليلتة مع ممثلة و يشرب معا عصير " أحبوش" و يفتح عيونه لا علي زوجة طيبة العشرةتربي و تعلم أولاده و تقوم علي راحته و خدمته بل علي شكل يختلف كثيرا عن ما أراه له شيطان الزبادي طوال الليل .. أما اعلانات جوائز المحمول و تخبئة المكسب عن الأصدقاء و الأهل فهي دعوة صريحة للكذب و النفاق و عدم حب الخير بين الناس .. وكأن المعاني الجميلة التي غني لها الكينج منير في أعلان شير في الخير في رمضان توبه في شهر الصيام عن ما ستم طرحه علي الناس .. وصل بنا إلي تخيل أن عروسة في أعلان هي من اسقط طائرة حربية .. يا صناع الأعلان لن أنصح و لن أطلب فهو لكم أكل عيش وسبوبة ولكن اسأل الأب و الأم و المعلم .. أفتح النور في عيون صغار يكفي لتلف عقولهم و ضياع قدوتهم أعلان جيل الشعر بصوت ضفدع و منظر قنفذ .. لا تستهينوا بدقيتين أعلانيتين لعلها تتسبب في تلف جيلين كاميلن .. أصحوا و أعوا