ما هو دور الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات في عين المراقب

-A A +A
ما هو دور الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات في عين المراقب

بقلم: جويتي لالشانداني، نائب الرئيس والمدير العام الإقليمي لشركة IDC الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا

تحدثت في نهاية العام السابق عبر هذا العمود على ضرورة استعداد الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات لتطوير دورهم، وعن تحول كلمة “المعلومات” في لقبهم الوظيفي إلى “الابتكار”. وفي الواقع، وحيث أن أدوارهم تتضمن بالفعل تحديد التقنيات التي تحدث تغيراً في المشاريع الاسترشادية، فإن الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات في موقع مثالي يمكنهم من لعب دور الرئيس التنفيذي للابتكار، ومهمتهم هي دعم استراتيجيات الشركة وتوفير مصادر جديدة للعائدات وتمكين النمو بما يسهم في تحقيق الأرباح من خلال التطبيق المبتكر لحلول الاتصالات وتقنية المعلومات المتطورة.

لقد أصبحت القدرة على الابتكار أكثر سهولة وأقل تكلفة وأكثر سرعة عن ذي قبل، وأصبح بمقدور الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات أو شخص آخر تولي المسؤولية عن ذلك. ولكن هل هناك حلقات أخرى يمكن للرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات التطلع إليها بما يضيف إلى مهاراتهم وقدراتهم

الإجابة باختصار هي نعم. فبينما أن دور الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات كمبتكر هو دور هام دون شك، فإن هناك أبعاد أخرى عديدة لا يجب علينا تجاهلها كقادة للاتصالات وتقنية المعلومات خلال سعينا للمحافظة على قدرتنا على المنافسة في بيئة اليوم. وبشكل عام يمكن تصنيف هذه الأبعاد إلى أبعاد تقنية وأبعاد عملية وأبعاد قيادة، حيث تنضم البنية التحتية والتكامل والذكاء والتأثير والإلهام إلى الابتكار كمجالات اهتمام رئيسية للرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات من أجل المستقبل.

وفي المجال التقني فإنني أتوقع أن يتبنى الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات المسؤوليات المنوطة بهم كرؤساء تنفيذيين للبنى التحتية والتكامل. والتكامل هو مجال مسؤولية رئيسي، حيث يفترض كل شخص في الشركة أن تشغيل البنية التحتية للمنشأة بسلاسة وكفاءة هو مهمة الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات. وفي الواقع، وحيث أن الأنظمة القديمة تمثل 65 إلى 70% من إجمالي ميزانية تقنية المعلومات، فإن الأولويات القصوى للرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات ستستمر في إدارة هذه البيئات القديمة. وهذه العمليات والأنظمة متداخلة وتعتمد على بعضها البعض، وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة كذلك لرؤية متجانسة ومتكاملة.

ويجب أن يقوم الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات بتنسيق هذا التعاون التقني وضمان قابلية التشغيل في مهمتهم الجديدة كرؤساء تنفيذيين للتكامل. والتحدي المتزايد في هذا الصدد هو تلبية احتياجات كل مستخدم، وتوفير جهاز التنقل المفضل وترتيب العملـ وفي الوقت نفسه الحفاظ على السلامة والتكامل والأمن في كافة إدارات المنشأة. وتوفر هندسة المنشأة واستراتيجيات خدمات الاتصالات المتنقلة أطر العمل المطلوبة، والهدف هو تمكين الشركة عبر كافة المنصات المختلفة، والتي تتغير جميعها بوتيرة سريعة ويصحبها تعقيدات أمن المعلومات الخاصة بها.

منصات مختلفة ومتعددة، وجميعها تتغير بوتيرة سريعة ويصحبها المؤسسات والاستراتيجيات التنقل متماسكة توفر الأطر اللازمة، والهدف من ذلك هو في نهاية المطاف إلى تمكين الأعمال التجارية عبر العديد من منصات مختلفة، وكلها تتغير بوتيرة سريعة للغاية وتكون مصحوبة الآثار الأمنية الكامنة الخاصة بها.

وفي بعد الأعمال، يحتاج الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات وبشكل واضح لأن يصبح رئيسياً لذكاء الأعمال. لقد أصبحت المعلومات شاملة وهائلة الحجم، واستخلاص قيمة من هذه المعلومات وتقديمها بشكل ملائمة للمستخدمين في الشركات يشكل تحديا بالغ الأهمية. وقد كشفت حواراتي مع قادة الاتصالات وتقنية المعلومات في المنطقة أن هذه الأولوية تسبق بالفعل معظم جداول أعمالهم، وأن الغالبية العظمى من مدراء تقنية المعلومات يسعون لتمكين أعمالهم من خلال رؤى قابلة للتنفيذ. وستؤدي مشاريع البيانات الكبيرة/التحليلات إلى تغيير الطريقة التي تتخذ بها الشركات قراراتها، ولكن من الضروري التعامل مع العديد من العقبات، وذلك مثل التكلفة المرتفعة للتقنية، ومدى تعقيد تكامل البيانات وتوفر الكوادر المؤهلة في الأعمال وتقنية المعلومات والنضج التنظيمي، – تكلفة عالية من التكنولوجيا، وتعقيد تكامل البيانات، والأعمال التجارية وتوافر مهارات تكنولوجيا المعلومات، والنضج التنظيمي – يجب أن تعالج على طول الطريق، وهذه الجوانب هي مسؤولية الرئيس التنفيذي لذكاء الأعمال.

الجانب التالي هو القيادة، وهو أمر قد لا يكون مرتبطاً بشكل تقليدي بمكتب الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات، ولكن مع ذلك فإن 61% تقريباً من تمويل استثمارات تقنية المعلومات تأتي من خارج إدارة تقنية المعلومات، حيث نشهد تحولاً في طريقة التعاون بين الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات وغيرهم من كبار المسؤولين. وإذا لم يكن الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات هو صانع القرار، سيكون بمقدوره لعب عدد من الأدوار – ويشمل ذلك المشاركة في اتخاذ القرار للتعاون مع مستشار موثوق به. وبغض النظر عن مستوى المشاركة فإن إدارة تقنية المعلومات قد ينتهي بها الأمر لأن تصبح مسؤولة بالكامل عن تكامل ودعم ونجاح التقنية التي يتم إدخالها، وبالتالي فإن من المهم عدم تجاهل الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات. وبالتالي فإن على الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات كسب التأييد والدعم من الآخرين، وأن يعمل كرئيس للتأثير، بحيث يقترح ويقدم الأسباب أو يبتكر محفزات ويجد أرضية مشتركة ويشارك الرؤى مع غيره من صناع القرار.

والدور الجديد الأخير الذي أشجع جميع الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات على تبنيه هو دور رئيس الترجمة، والذي يتولى مسؤولية ترجمة المفاهيم التقنية إلى مصطلحات عملية. وسيتطلب ذلك من الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات أن يقوم بتطوير ثقافة المشاركة وأن يكون رائداً لإدارة التغيير المستمر لما فيه صالح منشأته، والأمر الأهم في هذا الخصوص أن الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات يحتاج إلى أن يصبح قدوة، حيث لن يكون بمقدوره الاستمرار في البقاء في المستوى المفاهيمي للتقنية ويفوض الخبراء لفهم تقنية محددة، وهو يحتاج إلى تبادل الخبرات بينه وبين نظرائه والانغماس بشكل كامل في العالم الجديد الذي يساعدون على بنائه. وببساطة، على الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات إثبات أن دورهم يشمل المزيد من المسؤوليات.

http://aitnews.com/2015/05/20/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A...