"كوداك براوني" اسم بارز في تاريخ كاميرات التصوير الفوتوغرافي

-A A +A

لا يبدو المظهر الخارجي لهذا الجهاز مثيرا للانتباه، فهو صندوق كرتوني مغطًى بقماش جلدي وبارتفاع يبلغ 13 سنتيمترا، مع فتحة دائرية في مقدمته. وقد تواجه في الوهلة الأولى صعوبة في تحديد ماهيته، إلا أن كاميرا براوني قد تعتبر أهم كاميرا جرت صناعتها على الإطلاق.

وقبل حلول القرن العشرين، كان استخدام الكاميرات غير عملي ومرهقا، حيث كانت تصنع في ذلك الوقت من كميات كبيرة من النحاس وخشب الماهوغاني، وتقوم بالتقاط الصور على ألواح زجاجية أو معدنية كبيرة، في حين كان وقت الالتقاط يقاس بدقائق.

ولاستخدامها في تصوير أماكن نائية، استخدم الحمالون والمواشي في نقل معدات التصوير تلك. وكان التصوير مهنة تنطوي على الصبر، يتعرض العامل فيها لمخاطر المواد الكيميائية السامة. لذا فإن تلك المهنة كانت تتطلب مستوى بدنيا قويا ولم تكن مناسبة للأشخاص العاديين.

وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر، توصل المخترع الأمريكي جورج إيستمان إلى كشف هام حين تمكن من صناعة فيلم تصوير مرن ليحل محل الألواح الزجاجية والمعدنية. وعرضت "كوداك كاميرا" أولى كاميراته للبيع عام 1888، إلى جانب أفلام تكفي لتحميض 100 صورة.

وبعد التقاطها آخر صورة من تلك الصور، أعيدت الكاميرا مرة أخرى إلى كوداك لتطويرها.

وعلى الرغم من أن الصندوق كان غير معقد، إلا أن ثمنه بلغ 25 دولارا، وكان يعتبر مبلغا باهظا آنذاك. لذا كانت تلك الكاميرا تعتبر جهازا يقتنيه الأغنياء فقط.
كاميرا بدولار واحد

وشهد هذا المجال ثورة بعد 12 عاما، لتكون كاميرا كوداك براوني التي صممها ادوارد براونيل شبيهة بكاميرا كوداك الأصلية، إلا أنه أصبح من الممكن استخراج الفيلم من الكاميرا بعد التقاط الصورة، وتجهيزها للطبع من قبل وكلاء البيع لدى كوداك أو الكيميائيين أو حتى في المنزل.
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2015/01/150105_kodak_brownie