التكنولوجيا.. تدمر أم تخلق فرص العمل؟

-A A +A
التكنولوجيا.. تدمر أم تخلق فرص العمل؟

هل أصبح الحرص على الحصول على عمل، في ظل انتشار وتطور التكنولوجيا سريعا؟ تشير كل الدلائل إلى أن الإجابة على السؤال ستصبح في القريب العاجل “نعم”.

فعلى سبيل المثال، أثبت الحاسوب الخارق “واتسون”، الذي طرحته شركة “آي بي إم” هذا الاتجاه، خاصة بعد أن أصبحت الروبوتات أكثر ذكاء من البشر، كما أنها ترتكب عددا أقل من الأخطاء، ولا تشعر بالملل، مثل البشر، بل أصبحت تنافس الإنسان بفضل قدراتها الهائلة.

وفي مارس 2014 أعلنت الشركة العالمية أن الحاسوب يستخدم في تحليل الحمض النووي لمرضى الورم الأرومي الدبقي، حيث يستعين واتسون بالذكاء الاصطناعي لفحص كميات ضخمة من البيانات، كما يمكنه أيضا فهم اللغة البشرية.

وبالفعل أصبح مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك أول المستخدمين لجهاز واتسون، للمساعدة في اتخاذ قرارات حول علاج سرطان الرئة، معلنا الاكتفاء به، عوضا عن العاملين الذين كانوا يقومون بدوره، طبقاً لما ورد بموقع “روسيا اليوم”.

وداعا للبشر

وبعيدا عن استخدام التكنولوجيا القوي في مجال الصحة، ففي مجالات أخرى، نجد على سبيل المثال لا الحصر موظفو البيع بالتجزئة وهم يشعرون بالقلق من عمليات الدفع الأوتوماتيكية، وعاجلا أم آجلا أيضا سيتنحى سائقو التاكسي جانبا بفضل السيارات ذاتية القيادة.

وحتى بعض السيارات التي يقودها الإنسان، أصبحت التكنولوجيا جزءا أساسيا من عملها، فالسيارات أوبر التي انتشرت في مدن كثيرة تحتاج إلى تكنولوجيا الهواتف الذكية كي تعمل بحرفية.

إنترنت الأشياء أيضا، ذلك المصطلح الذي برز حديثا، سيجعل المنازل أماكن ذكية وسيتم التمكن فيها من بعد، عبر التفاهم الذي يتيحه الجيل الجديد من شبكة الإنترنت بين الأجهزة المترابطة مع بعضها، ما قد يغني عن عاملة المنزل والطباخ إلى غير ذلك.

كما سيحل محل النظم التعليمية من مؤسسات مثل المدارس والكليات، الابتكارات فيأتي التعلم عن بعد على يد كادر أساتذة فائقين، ما قد يغني عن عاملين آخرين اعتادت هذه المؤسسات على توظيفهم.

وعلى الإنترنت أيضا تتوافر تجارة المخدرات، ممارسة الجنس مع الأطفال، ومبيعات الأسلحة، الإرهاب المنظم عبر القارات، حرب الأفكار، وإسقاط أنظمة الكمبيوتر من بلدان بأكملها، وجميعها وظائف، وإن كانت غير قانونية، إلا أن خاصية التشفير القوية جدا تحميها.

وحتى الهجرة وجدت ضالتها في التكنولوجيا، وليست بحاجة إلى سماسرة أو مهربين، إذ ينظم المهاجرون من الشرق الأوسط وإفريقيا إلى أوروبا، أنفسهم، من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية.

وتعد مجموعة كراجات المشنططين على فيسبوك أفضل مثال لذلك، فغالبية أعضاء المجموعة سوريون ممن اضطرتهم ظروف الحرب في بلادهم إلى اللجوء، وعبر أسئلتهم واقتراحاتهم وخططهم على هذه الصفحة تنجح طرقهم في الوصول إلى أهدافها.http://www.moheet.com/2016/01/03/2367734/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%...