أسس الحضارة الأنسانية 3 - ماذا حدث لأحترام الطفل

-A A +A

تعددت الافكار و تنوعت المفاهيم داخل عقلي و تضاربت الأحاسيس و المشاعر في قلبي .. منذ أن بدأت في محاولتي البسيطة لألقاء الضوء علي بعض ما أسميته أسس للحضاره الأنسانية مما افتقده سكان مصر المحروسة .. وكل يوم اجد معني قديم جديد و اراه مستحقا للتقدم عن زملاء الخير .. ويتسبب ذلك في ضياع الأيام و الاسابيع و أحيانا ضياع الأفكار ذاتها من غير أن توضع علي الورق .
بالأمس ..في داخل صيدلية اسفل منزلي ..وقفنا لشراء بعض الأدويه وفي ذلك الأثناء سحب ابني البلغ من العمر أحد عشر عاما زجاجة مزيل لرائحة العرق عليها رسومات كرتونية من قائم العرض لعلها رسمة للرجل الوطواط .. و فجأة تحول طبيب الصيدلية إلي الجوكر الشرير فرفع صوته " سيب يا ولد ..رجعها مكانها " .. نهرت زوجتي- شديدة الحزم في التربية ولها كل الشكر- ابننا قائلة "قلت لك كثير قبل كده ما تمسكش حاجة علشان محدش يكلمك"..بعدها وقفت فترة افكر و اقارن بين ما شاهدته عيوني في بلاد كثيرة من تعامل الناس مع الطفل .. مدي الحرية و البراح المسموح لهم .. يستطيع الطفل في اي محل تجاري ان يقلبه راسا علي عقب ..له كل الحقوق مقارنة بغيره ..يتفهم الناس أنه طفل يحتاج للمعرفة عن طريق كل الحواس .. وفي سبيل ذلك تفتح له الأبواب في غير ما هو خطر عليه ..وقلما تجده في مجتمعات تفكر ..تحسب حساب الخطر و تمنعه قبل حدوثه .. في الأسبوع الماضي سقط لوح خشبي من مبني تحت الإنشاء علي وجه طفله في مدرسة ابني فاصابها بجروح وكسر في الفك و احتاجت الطفلة لعمليات جراحيه تحت بنج كلي .. والأكثر مرارة أن مدرسا سب العامل مسقط اللوح سهوا ..فألقي العامل متعمدا هذه المرة لوحين أخريين .. وكأن حياة الأطفال في مدرسة اجمع مصاريفها طول العام لا تهم .. لا تهم مسئولين المدرسة الذين تركوا مصدر الخطر ..لا تهم كل البالغين في المدرسة الذين عبروا مرارا و تكرارا أمام الحائط الفاصل بينهم و بين المبني المنشأ .. لا تهم مفتشي وزارة محاولة التربية وما هو شبة التعليم الذين ربما زاروا المدرسة لتقفيل دفاتر الزيارات .. لا تهم المدرس الذي تسبب بانفعاله في اصابه اطفال أخري .. وبالتالي لا تهم صاحب المبني و المقاول و العامل الذي لم يخيفه اصابه الطفل فتعمد ثارا لكرامته بعد سبه اصابة و ربما قتل أخرين ..
حيت في داخل المساجد ..يزجر الطفل لجريه بشكل يجعله يخاف المسجد و الشيخ و ينفر منه في المستقبل ..يبعد عن الصف الأول ان كان فيه بدفعه ..تصوروا معي لو وجد في المسجد منطقة للأطفال للعب و اللهو .. سيحدث رباط بينه و بين المعني و يبحث عندما يكبر عن راحته فيه كما وجد في صغره سعادته فيه.. وعن المدرسة التي تحولت أما إلي مصدر لما يسمي باغاني و ما هي بأغاني ما يسمي بالمهرجانات و ان شئت قلت البهلوانات أو أصبح المدرسة كالسجن للأطفال وغالبا دون تهذيب و إصلاح و تأديب.. وعن حتي النادي لمن أتيح له من اهل أطفالنا دفه الآلاف الأشتراكات .. تجد في كل جزء ..ممنوع لعب الكره ..ممنوع الدراجات ..ممنوع اللعب . ممنوع الممنوع .....
.لا زلت أذكر فيلم اقوي من الحياة .. مصر بالابيض و الأسود .. و الجملة الشهيرة .." إلي أحمد ابراهيم القاطن في دير النحاس الدواء فيه سم قاتل".. اين ذهب هؤلاء المصريين ..مساعدة الطفلة حامله الدواء .. كسرت زجاجة الدواء منها فأعطاها صاحب الخمارة زجاجه بديله .. حتي افلام الرائع اسماعيل يس في البوليس الحربي و مقالب مجانص و حوارات اسماعيل يس مع ابنه و تعامله الراقي معه
في المساء حدثني اتنين مختلفين من اصدقائي اصحاب الفكر و الرأي و الدين الدكتور الصديق الرائع الكاتب و الأعلامي وليد كساب و كذلك الستاذ الصديق المبارك الناشر محمد علي عن مجادله كل منهما علي حدي د وليد لشاب ألحد .. و أ محمد لفتانين احدهما ألحدت و الأخري لازالت تفكر .. وقبلها علمت عن مهندس شاب رائع ناجح ناجح في عمله من اصل طيب و زوج و اب لطفله ..فقد عقله فجأه و ترك كل ذلك .. و أنضم لداعش!!

طفل العالم المفكر صاحب المستقبل له كل الرعايه من قبل ميلاده ..له كل الحقوق في حياته ..له الرعايه الصحيه و الأهتمام الفكري و التثقيفي .. و الترفيه غير المحدود .. حياته تسقط الحكومات اسفا و ندما و ليس بقرار رئاسي أن تعرضت لشبة خطر ..طعامه و شرابه مراقب رقابه الملائكة علي الأنسان .. وجوده في المجتمع وجود لكيان مؤثر و فعال ..هام و حيوي .. حقيقي و محترم
كيف اعلم ابني الأختيار في الانتخابات ..أن لم يتيح له دكتور الصيدلية اخيار نوع يرغبه من مزيل رائحة العرق ..كيف نحمي أطفالنا في المستقبل من الأنحراف يمينا او يسارا ..من الألحاد أو من الأنضمام للخوارج .. معادلة بسيطة أعط الطفل اليوم حرية و فكر و حب و رعاية ..حق غير مدفوع الأجر و لا مننا و أذي ..يعطيك غدا مستقبل و تنمية و حضارة .. و بلداً