مكتبة الإسكندرية تشهد ختام مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية 2014

-A A +A

شهدت مكتبة الإسكندرية مساء أمس ختام مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية 2014، والذي نظمته المكتبة في الفترة من 7 إلى 9 إبريل 2014 بمشاركة علماء وباحثين بارزين، تحت شعار "العلوم الحياتية الجديدة: العِقد المقبل".
وأعلنت الدكتورة مروة الوكيل؛ رئيس قسم الأنشطة العلمية بمركز الدراسات والبرامج الخاصة بمكتبة الإسكندرية، إنه قد مر 10 سنوات منذ إقامة المؤتمر الأول في عام 2004. وأوضحت أن المؤتمر ركز على ثلاثة محاور هامة؛ هي: الصحة، الغذاء والزراعة، والبيئة، وذلك من خلال 28 جلسة.
وأشارت إلى أن المؤتمر شهد إقبالاً كبيرًا هذا العام، حيث شارك فيه 1932 مشارك، 84% منهم من الطلبة. كما شارك في المؤتمر 94 متحدث من 26 دولة؛ ومنها الولايات المتحدة ومصر والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان وفرنسا وغيرها.
وأضافت أن المؤتمر أقيم على هامشه معرض بعنوان "BioFair@BioVisionAlexandria"، والذي قدم فرصة للعارضين لعرض منتجاتهم وخدماتهم للمشاركين في المؤتمر، وشارك فيه 21 عارض، 62% منهم عارضين دوليين. كما جاء ضمن فاعليات المؤتمر أيضًا معرض لشباب الباحثين لعرض أبحاثهم ومشروعاتهم من خلال ملصقات علمية، وشارك فيه حوالي 39 باحث.
وتحدث الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، عن دور الشباب في تقدم الأمم، وتحقيق المنجزات العلمية، مبينًا أن مكتبة الإسكندرية تتبنى هذا المفهوم، حيث إن متوسط عمر العاملين بها هو 30 عامًا.
وأعرب عن سعادته لوجود مشاركة هائلة من الشباب في هذا المؤتمر العلمي الضخم، مبينًا أن المكتبة تستعد حاليًا لتنظيم احتفالية العلوم، والتي تنظمها المكتبة للأطفال من عمر 6-16 سنة، وقد شارك فيها العام الماضي حوالي 20 ألف طفل، كما انتهت مكتبة الإسكندرية من إقامة فعاليات معرضها الدولي للكتاب والذي شهد إقبال غير مسبوق من فئة الشباب بشكل خاص.
وقال إنه يأمل في أن يتم تسليم الراية للأجيال الجديدة، فالعلم يجدد نفسة بشكل سريع جدًا، ولذلك يجب وضع الثقة في الشباب. وألمح إلى أن جميع العقول العلمية الفذة التي أحدثت ثورات علمية على مر السنوات كانوا شبابًا عندما قدموا منجزاتهم العلمية.
وأضاف أنه بعد الاستماع إلى المناقشات الثرية خلال هذا المؤتمر، يجب أن ندرك أننا نتمتع بكم هائل من البيانات، ويجب أن يكون لدينا القدرة على تنظيمها لتتحول إلى معلومات وبالتالي معرفة. وشدد على أهمية معرفة كيفية تطبيق العلوم والاهتمام بالعلوم الحياتية.
ناقش المؤتمر عدد من الموضوعات والمحاور؛ منها: بيولوجيا الأنظمة، الزراعة المستدامة، الثورة الجديدة في التعليم العالي، والجديد في العلوم الحياتية. وشارك فيه عدد كبير من المتحدثين؛ ومنهم الدكتورة ليلى إسكندر؛ وزيرة البيئة، وكوجي أومي؛ مؤسس ورئيس منتدى العلوم والتكنولوجيا في المجتمع باليابان، والسفير جيمس موران؛ رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، والدكتور فاروق الباز؛ مدير مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور فرانسوا كيبيس؛ مدير البحوث في المركز القومي للبحث العلمي بفرنسا، ونورمان أبهوف؛ أستاذ الزراعة الدولية بجامعة كورنيل بالولايات المتحدة، والدكتور حسن عزازي؛ رئيس قسم الكيمياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وشهد ختام المؤتمر جلسة تقريرية لعرض أهم ما جاء في المؤتمر، تحدث فيها كل من رفيق نخلة؛ مدير خدمات الشركات بمجموعة تاماس، وعلا الغزاوي، محررة موقع ومنسقة التواصل الاجتماعي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور محمد خليل؛ الأستاذ بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ومحمد يحيى؛ المحرر بمجلة Nature الشرق الأوسط.
وألقى رفيق نخلة الضوء على ما تناوله محور الصحة والجلسات العامة خلال المؤتمر، مبينًا أن المؤتمر قدم مزيج من المقاربات في مجال الزراعة والرعاية الصحية؛ منها تعتمد على العودة للأصول، والآخر الذي يمزج القديم بالحديث. وأضاف أن المؤتمر تطرق إلى مواجهة عدد من الأمراض من خلال بيولوجية النظم؛ ومنها التهاب الكبد الوبائي والسرطان.
وأوضح أن المؤتمر تناول موضوع التعليم، وأهمية التركيز على نوعية وجودة التعليم ومتابعة التطور الذي يحدث في المجتمعات ومعرفة متطلبات سوق العمل.
وعن محور الزراعة، أشار إلى أن المؤتمر شدد على ضرورة الاستجابة للحاجة المتزايدة لتوفير الغذاء، مع وجود عدد من التحديات؛ منها فقدان الأرض الزراعية، وقلة المياه، وزيادة النفقات. وأضاف أن المؤتمر أشار في أكثر من جلسة إلى استخدام الجينات لتحسين المحاصيل.
وفي كلمتها، قالت علا الغزاوي إن جلسات المؤتمر ناقشت أهمية إيجاد حلول علمية لتوفير الغذاء لسبعة مليار شخص على وجه الأرض، مبينة أن 9 مليون شخص يموت سنويًا نتيجة الجوع، منهم 5 مليون طفل. وأوضحت أن المؤتمر ناقش دور التكنولوجيا في استدامة إنتاج الغذاء.
وتحدث الدكتور محمد خليل عن محور البيئة، مبينًا أن المؤتمر ناقش موضوع هام وحيوي جدًا وهو المياه، كما تطرق إلى أهمية دراسة مصادر بديلة للمياه في مصر مثل المياه الجوفية والتقنيات الحديثة لتحلية المياه، كما أن المؤتمر أكد على ضرورة استعادة العلاقات الطيبة بين مصر ودول إفريقيا.
ومن جانبه، تناول محمد يحيى الجلسات الفرعية للمؤتمر، مبينًا أن الجلسات تناولت موضوع التعليم، وفرص التعليم المقدمة للمصريين، ومنها التي يقدمها مركز العلوم الألماني، والذي يشكل رابطًا بين الطلبة في مصر والأساتذة في ألمانيا. وتحدث عن برنامج "Horizon 2020" الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي، وهو أكبر برنامج لتمويل الأبحاث في العالم، والذي يبلغ تمويله نحو 80 مليار يورو على مدى السبع سنوات القادمة.
وأضاف أن المؤتمر ناقش أيضًا مستقبل التعليم العالي، والتطبيب عن بعد، وفرص الصحة الإلكترونية، وغيرها من الموضوعات الجديدة.