هل يمكنك أن تستفيد من الشعور بالملل؟

-A A +A

يمكن أن يؤدي شعورنا بالملل إلى إعاقة حياتنا على نحو لا ندرك أبعاده بشكل كامل، لكن مثل هذا الشعور قد يساعد كذلك على تشكيل واحدة من أكثر سماتنا المنتجة والمثمرة، كما يقول الصحفي العلمي في بي بي سي ديفيد روبسون.

التقيت سابقا بالكثير من الأشخاص ممن لديهم "موهبة" الشعور بالملل، لكن الباحثة "ساندي مان" واحدة من قليلين ممن شحذوا هذه القدرة باعتبارها حرفة وصنعة. وعندما يزور المتطوعون المتحمسون المختبر الذي تعمل فيه هذه السيدة، قد يُطلب منهم القيام بمهام أقل إثارة حتى من الأعمال المنزلية؛ من قبيل نقل قوائم طويلة من أرقام الهواتف.

وبحسب ما تقول مان؛ يتقبل هؤلاء المتطوعون بأدب في غالب الأمر القيام بتلك المهام، ولكن تململهم خلال الجلوس وكذلك تثاؤبهم المستمر يبرهنان على أنهم لا يستمتعون كثيرا بالتجربة التي يخوضونها.

على الرغم من ذلك فإن الكرب الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص هو مكسب للعلم، فتسعى "مان" من وراء مثل هذه التجارب إلى فهم التأثير العميق والشامل الذي قد يخلفه الشعور بالملل على حياتنا. وحتى هذه اللحظة تعد هذه الباحثة واحدة من بين عدد محدود للغاية من علماء النفس، ممن أقدموا على غزو مثل هذه المجالات المذهلة للغاية. ولذا تعتبر ساندي مان نفسها بمثابة "سندريلا علم النفس".

قبل كل شيء، فإن الإقرار بدراسة المسائل الخاصة بالشعور بالملل، يبدو في ذاته أمرا مثيرا للضجر قليلا، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.

فالشعور بالملل، كما يتبين، يمكن أن يشكل حالة عقلية خطيرة ومدمرة، من شأنها تدمير صحة المرء أيضا، حتى أن ذلك قد يقود إلى اقتطاع سنوات من عمره كان يمكن أن يحياها لولا أن إنتابه هذا الشعور. إذا ما بدا لك أن هذا الأمر سلبي، فإن الأبحاث التي تجريها "مان" تشير كذلك إلى أنه قد لا يكون بوسعنا، كبشر، تحقيق إنجازاتنا المبتكرة التي نفخر بها، دون أن ينتابنا الشعور بالملل.
الشعور بالملل الشديد

يشغل الشعور بالملل جزءا كبيرا من الحياة اليومية للإنسان، ولهذا كان من المفاجئ بعض الشيء ألا تدخل لفظة "ملل" اللغة الإنجليزية حتى الوقت الذي نشر فيه الكاتب الشهير تشارلز ديكنز روايته "بليك هاوس" (البيت الموحش) عام 1852.
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2014/12/141229_vert_fut_can_b...