كيف سيدرس علماء الآثار تاريخنا في المستقبل؟

-A A +A
كيف سيدرس علماء الآثار تاريخنا في المستقبل؟

حضارتنا مسجلة على أقراص مدمجة ومحركات الأقراص الصلبة. لكن هذه الأشياء تبلى بسرعة مدهشة. فهل من سبيل آخر الى ترك آثارنا لمؤرخي المستقبل؟.
من السهل الافتراض أن العالم الرقمي مجرد رموز وشفرات، وينقصه الشكل المادي المعروف للكتب أو الألواح الحجرية. لكن "بروستر كيل"، وهو مؤسس "أرشيف الإنترنت"، وهو مستودع للمعلومات الرقمية على الإنترنت، يعرف شيئاً مختلفاً، ويقول: "الرقمي ليس شيئاً غير ملموس كما يظن كثير من الناس".
فمن مقالات المجلات المنسوخة بطريقة المسح الضوئي إلى الكتب ومواد الفيديو والمواد الصوتية ومواقع الإنترنت، يصل حجم المعلومات المحفوظة إلى 20 "بيتابايت" أي 20 مليون غيغابايت.
كلها مخزنة على وسائل تخزين معلوماتية مادية مثل محركات الأقراص أو أشرطة ممغنطة، وتزخر شبكة الإنترنت بمخازن ضخمة تمتليء بهذه المواد في عدد من المواقع حول العالم. لكن المساحة التي تشغلها هذه المواد ليست هي المشكلة الوحيدة.
فمحركات الأقراص الصلبة لا تعيش لفترة طويلة. فالمواد وحتى المكونات الالكترونية أحيانا في هذه الأشرطة والأقراص تتلف، أو تتوقف عن العمل بعد زمن معين.
حتى الأقراص المدمجة أو "السي دي" تصيبها آفة إلكترونية تعرف باسم "سي دي روت". فأكثر التقديرات تقول إن هذه المخازن المعلوماتية يمكن الاعتماد عليها لفترة ما بين عامين إلى خمسة أعوام قبل أن تبدأ في فقد ما عليها من معلومات.
وأخذاً بعين الاعتبار أن كثيراً من ثقافتنا اليوم رقمية الطابع، فكيف إذاً ستستمر وتنتقل عبر العصور؟ كيف سيمكن الاحتفاظ بكل المعلومات عن مؤسساتنا، وثقافاتنا، واكتشافاتنا العلمية، ومجتمعاتنا لفترة طويلة؟
إن حجم المعلومات التي ننتجها هذه الأيام ضخم جداً بحيث أننا لا نستطيع طباعتها كلها. ما الذي سيفعله علماء الآثار إذا أرادوا يوماً أن يدرسوا كيف عشنا وكيف كانت حياتنا؟
http://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2015/12/151223_vert_fut_how_wil...