هل تساعدنا التقنيات الحديثة في القراءة بسرعة فائقة؟

-A A +A

تعدنا بعض الشركات بأنها تستطيع أن تجعل الجميع يقرأون بسرعة تصل إلى خمسة أضعاف سرعة القراءة العادية. لكن، وحسب معلوماتنا عن الدماغ البشري، ما هو الممكن واقعياً؟

ما هي السرعة التي تقرأ بها؟ هل أنت من الذين ينهون قراءة صحيفتهم اليومية قبل تناول الفطور؟ وتطّلع على الشائعات المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي في دقائق؟ وفي جلسة واحدة تلقي نظرة على أكثر الكتب مبيعا؟

بإمكان الكثير منّا قراءة 200 كلمة في الدقيقة الواحدة – لكن باستطاعتنا، من الناحية النظرية، أن ندرب أنفسنا على هضم المعلومات بشكل أسرع.

تدعي بعض الشركات، التي تبيع تطبيقات القراءة السريعة، أن بامكانها مساعدة أي شخص كان لكي يتجاوز قراءة 1000 كلمة في الدقيقة... هذا يعني أنك ستكمل قراءة رواية "الحرب والسلام" في نحو تسع ساعات، و"موبي ديك" في ثلاث ساعات ونصف فقط.

هل يبدو الأمر وكأنه لا يُصدق؟ يتفق بعض الأكاديميين مع هذا الرأي. فما هي حقيقة القراءة السريعة، وهل يمكن للتقنيات الحديثة أن تساعدنا حقاً؟

إن جميع تطبيقات القراءة السريعة تعتمد نظرياً على إيصال الكلمات بفعالية أكثر إلى ما يعرف بـ "النقرة"، وهو جزء بالغ الصغر في مركز الشبكية في العين والذي يجعلنا نرى الأشياء، بما في ذلك الحروف، بشكل حاد لكي نتمكن من تحديدها وقراءتها.
تطبيقات حديثة

وعند القراءة، فإننا نحوّل تركيزنا من كلمة إلى أخرى، وتكمن المشكلة أحياناً في أن صورة الكلمة الجديدة التي نركز عليها لا تقع تماماً في مركز الشبكية ذلك، مما يبطيء من تعرفنا عليها وقراءتها.

وتتضمن العديد من طرق القراء السريعة التأكيد على وضع شكل الكلمات الجديدة دوماً في المكان الصحيح من النقرة للتعرف عليها.

لاحظ مبرمجو تطبيق جديد يسمى "سبرتز" (Spritz) أن أسهل طريقة للقيام بذلك هو وضع ومضات على الكلمات، الواحدة تلو الأخرى، داخل نفس الصندوق الصغير. وبالتركيز على ذلك الصندوق، يمكن للقاريء تحديد كل كلمة جديدة دون الحاجة إلى تحويل بصره بعيدا، ودون مزيد من الجهد، تصبح القراءة أسرع.
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2014/09/140929_vert_fut_will_...