فاروق الباز: مستقبل مصر يتوقف على الشباب

-A A +A

قال إن تأثير سد النهضة على مصر محدود ولا يعني جفاف نهر النيل.. وأن مشروع ممر التنمية يحتاج إرادة سياسية:
فاروق الباز: مستقبل مصر يتوقف على الشباب.. والرئيس القادم لا يستطيع حل المشاكل بين يوم وليلة

بموجه هائلة من التصفيق الحاد لمدة تزيد عن 3 دقائق متواصلة إستقبل رواد مؤتمر بيوفيجين الإسكندرية 2014 ، العالم المصري الكبير فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية ، بقاعة المحاضرات الكبرى بمكتبة الإسكندرية ، والتى غازلهم من خلالها بقوله : إن مستقبل مصر يعتمد على العقول الشابة ، وأنتم خير مصر و مستقبلها، فالشباب هو من يصنع مستقبل البلاد من خلال نشاطهم الفكري والعلمي وأنتم الوحيدون القادرون على صناعة المستقبل ، ثم وجه إليهم النصيحة قائلا : على الشباب شغل أوقاتهم بشيء مفيد، وتوجيه تفكيرهم نحو العمل الجاد، والسعي نحو جمع أكبر قدر من العلم والمعرفة.
وأضاف خلال المحاضرة التى ألقاها في الجلسة الأولى للمؤتمر في حضور نحو 1900 مشارك من مختلف دول العالم بعنوان " دور الشباب في مستقبل مصر" أن تنفيذ مشروع محور ممر التنمية الجديد يحتاج لإرادة سياسية لديها رؤية مستقبلية، مطالبا الشباب الذين أبدوا إعجابهم بالمشروع بالضغط من خلال نواب البرلمان على الحكومات القادمة لتنفيذ هذا المشروع.
وقال خلال المؤتمر الذي يقام هذا العام تحت شعار " العلوم الحياتية الجديدة العقد المقبل" ويركز على 3 محاور هي الصحة، الغذاء والزراعة أن سد النهضة ليس له تأثير على المياه فى مصر أو تنفيذ مشروع ممر التنمية ، لأنه أنشئ لتوليد الكهرباء، موضحا أن التأثير على مصر سيكمن فقط فى السنوات التى ستمتلئ فيه منطقة المياه خلف السد، مطالبا الحكومة المصرية بالتفاؤل حول المدة التى يستغرقها ملء الخزانات خلف السد من أجل مساعدة إثيوبيا فى الحصول على الكهرباء، خلال تلك السنوات، ومطالبا بزيادة عدد البعثات الدبلوماسية إلى دولة إثيوبيا للتفاوض حول الأزمة ، مشيرًا إلى أنه على الحكومة المصرية التفاوض مع الجانب الأثيوبي لتقليل مدة حجز المياه خلف الخزان.
وأوضح أن الثورات فى العالم تستغرق وقت طويل لا يقل عن عشرة سنوات، وأن مصر لم تستغرق هذا الوقت، مؤكدا على أن الوقت القادم هو وقت البناء وهو ما سوف يستغرق الوقت الأكبر من عمر الثورة المصرية حتى تثمر الثورة.
وأضاف أن الثورة تتعثر وسوف تستمر فى التعثر ولكنها لن تتوقف ، مؤكدا أن الرئيس القادم لن يستطيع القضاء على جميع المشاكل فى يوم وليلة، وموضحًا أن الرئيس المقبل أمامه تحديات كثيرة في مجال الصحة والتعليم ، ومطالبا الشباب بالصبر والمشاركة فى صناعة المستقبل.
ولفت الباز الى أن رقعة الأرض الزراعية خلال ٤٠ عاما إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن فسوف تنتهى فى ظل الزيادة السكانية وتقلص حجم الأراضى الزراعية، وهوه ما يستدعي الخروج بعيدا عن وادى النيل للحفاظ على الأرض الزراعية المتبقية قبل البناء عليها، وهو فكرة مشروع ممر التنمية فى التوسع و التنمية فى صحراء مصر ، مستدركا فى عام ٢٠٥٠ سيكون عدد سكان مصر حوالي ١٤٠ مليون نسمة، ولابد من الاستعداد لتلك الزيادة السكانية الرهيبة من الآن.
وقال إن مقياس الجفاف فى غرب مصر، يسمح بتوليد كميات هائلة من الطاقة الشمسية ويمكن الاستفادة منها فى المستقبل من خلال بناء مصانع تعمل بالطاقة الشمسية، فضلاً عن إنشاء منطقة سياحية كبيرة غرب الأقصر، وإنشاء مطار عالمى " أفضل من تلاتة دبى".
وأوضح أن منطقة غرب كوم أمبو وغرب أسوان تتميز بالخصوبة الشديدة، ويمكن استغلالها فى الزراعة، خاصة وأن بها كميات كبيرة من المياه الجوفية، مؤكداً أن ربط مناطق ممر التنمية بعضها ببعض من أهم إستراتيجيات التنمية، وهو ما اتبعته دول أخرى مثل الهند.
وقال الباز : إن ممر التنمية لا يجب أن يتوقف عند حدود مصر، لأنه يمكن التوسع إلى السودان والامتداد لربط دول إفريقيا ببعضها البعض بما يسمح بزيادة التبادل التجارى بين دول إفريقيا بأكثر من ٢٠٠ مليار دولار".